الخميس، 29 يناير 2015

أزمة قناة السويس وأول إضراب سياسي مساند لدولة عربية (تاكويت)

أنشأ الصفحة ب'== أزمة قناة السويس وأول إضراب سياسي مساند لدولة عربية (الكويت) == بعد تأميم قناة السويس في ٨...'


صفحة جديدة


== أزمة قناة السويس وأول إضراب سياسي مساند لدولة عربية (الكويت) ==



بعد تأميم [[قناة السويس]] في ٨ ‏يوليو 1956. توقع الرسميون البريطانيون قيام مظاهرات وشغب ضد الرعايا البريطانيين والمصالح البريطانية في الخليج. وفي 14 ‏اغسطس 1956 ‏قام المقيم البريطاني في البحرين السير برنارد لوروز بتقديم توصية [[عبد الله الأحمد الجابر الصباح|للشيخ عبدالله الأحمد الجابر الصباح]] القائم بأعمال أمير ‏الكويت [[عبد الله السالم الصباح|الشيخ عبدالله السالم]] في اثناء غيابه، كي يستدعي الشيخ [[عبد الله المبارك الصباح|عبدالله المبارك]] و[[صباح السالم الصباح|الشيخ صباح السالم]] الموجودين في الخارج للعودة الى الوطن فورا ليضمنا قيام الشرطة ورجال الامن الكويتي والقوات العسكرية بعمليات فعالة لحماية الرعايا البريطانيين وممتلكاتهم، لكن الشيخ عبدالله الأحمد كان يعتقد ‏انه ليس هناك احتمال نشوب مشاكل في الكويت وانه لايرى ‏ما يدعو لاستدعاء عائلة الصباح من الخارج،

[[ملف:عبدالله الاحمد الجابر الصباح.jpg|تصغير|يسار|عبدالله الاحمد الجابر الصباح]]

[[ملف:عبدالله المبارك الصباح.jpg|تصغير|يمين|عبدالله المبارك الصباح]]

ولكن المقيمية السياسية بالكويت لم تقتنع بذلك الرأي فبادرت الى توجيه النصح لكل الرعايا البريطانيين كي ينأوا بأنفسهم عن الشوارع قدر الامكان في أثناء الإضراب الذى نظم إعرابا عن التضامن مع مصر، ‏ولكن الشيخ عبدالله الأحمد لم يلبث ان عدل عن رأيه في وقت متأخر من اليوم ذاته، وقام ليبلغ ممثل شركة نفط الكويت انه تم إشعار الشيوخ الغائبين عن الكويت ليعودوا مسرعين وانهم سيفعلون ذلك وفي مساء 14 اغسطس 1956 ‏دعت لجنة الأندية الكويتية إلى تجمع شعبي تأييدا لنضال الشعب المصري ولقيادة [[جمال عبدالناصر]] في مواجهة المعسكر الغربي ودعت إلى الإشتراك في مهرجان يوم مصر وهو مهرجان خطابي أقيم في النادي الثقافي القومي وقد تجمع 4000 ‏شخص تقريباً امام النادي الثقافي القومي حيث اعلن المتحدثون ومعظمهم من العراقيين والفلسطيين عن شديد دعمهم لجمال عبدالناصر وطالبوا بقيام مظاهرة يوم 16 أغسطس 1956 وأرسلوا برقية تأييد للرئيس عبدالناصر وفي ختام التجمع انصرف الحضور بهدوء ولم تقع مواجهات تذكر اللهم استخدام الشرطة اعقاب البنادق حيث اصيب اربعة متظاهرين باصابات بسيطة نقلوا على اثرها الى المستشفى، وتم اغلاق مقر النادي وختمه بالشمع الاحمر وفي اليوم التالي تجمع المؤيدون لمصر داخل المنطقة التجارية في السوق وبدؤو يحثون اصحاب الحوانيت والمحلات على اغلاق محلاتهم استجابة للاضراب وقد فرض ‏الشيخ عبدالله المبارك سيطرة الشرطة على الوضع حيث كان الشيخ صباح السالم خارج البلاد وقد استدعى رجالا اضافيين من قرى الكويت [[الجهراء|كالجهراء]] وغيرها وقد قامت الحكومة بإرسال تحذيرات للجنة الاندية والمواطنين بعدم التنظيم والمشاركة ‏في الإضراب والمظاهرات.



‏وبرغم كل الاحتياطات الأمنية قررت الوكالة السياسية بالكويت والبنك البريطاني للشرق الاوسط وبعض المؤسسات البريطانية الاخرى الا تفتح ابوابها يوم 16 اغسطس وهو يوم الاضراب الموعود، وتم ابلاغ المؤسسات البريطانية والرعايا البريطانيين وغيرهم من الجنسيات الاخرى ان يمكثوا في بيوتهم.

وقد كان الدعم الكبير لمصر قد اثار هيجان الشارع الكويتي حتى ان النساء شاركن في المظاهرات كحدث لم يسبق له مثيل في الوقت الذي كانت معظم النسوة الكويتيات محجبات.

وفي 29 أكتوبر 1956

‏وهو يوم الغزو الاسرائيلي لشبه [[جزيرة سيناء]] ([[العدوان الثلاثي]]) عاد الى الكويت الشيخ عبدالله السالم وقد كان الشيخ على ثقة بان افراد عائلته من آل الصباح على رأس اعمالهم بفعالية. لذا اقر ان يقضي عطلة نهاية الاسبوع في [[جزيرة فيلكا]] وهو المكان المفضل لديه للراحة حيث يحب الهدوء والسكينة.



‏وقد انتقد البعض مغادرة الحاكم الى فيلكا في مثل هذه الظروف لكن المندوب السامي البريطاني في الكويت امتدحه على عمله ذلك.

فقد نقل عن بيل عن الامير مانه غالبا ما كان ما مقول (ان الامور الكبيرة تحل بالحكمة والذكاء وان الركون إلى ‏العواطف لابد ان يؤدي الى الكوارث) وقد صرح إن انتقال الشيخ عبدالله السالم دافعه اعتقاده ان بقاءه في العاصمة سيؤدي الى مواجهته ضغوط ضخمة تؤدي به لاتخاذ قرارات متعجلة.



كما كان يرى المندوب السامي البريطاني ان الشيخ لم يكن يضهر أي علامة من علامات الجبن الخلقي او الجسدي بل كان يتبع النصيحة التي كان هو ايضا يقدمها للاخرين.

وعندما حدث العدوان الثلاثي بعد ان شنت فرنسا وبريطانيا الهجوم على القواعد الجوية المصرية (وكانت اسراثيل احتلت سيناء في 29 اكتوبر) كان الشيخ عبدالله في جزيرة فيلكا وقام الكويتيون بمزيد من المظاهرات وعقدوا لقاءات كبيرة اصدروا في اثرها نداء من اجل إضراب عام مطالبين البريطانيين المقيمين في الكويت بمغادرة البلد وقبل موعد التجمع المخطط له منعت الحكومة المسيرات والاضرابات والتجمعات العامة، ورداً على ذلك القرار حدثت مسيرات صغيرة.



‏وأصدر الوطنيون بيانات عديدة نص احدها على ان (الامبريالية وربيبتها وصبيها المدلل الصهيونية اتفقا على تحطيم الشعب العربي واحتلال اراضيه وممتلكاته وتلطيخ شرفه، لكن الامة العربية التي خبرت اساليب النضال وعرفت كيف تقضي على المؤامرات، ستكون هي المنتصرة في النهاية).

وفي اليوم الثالث من نوفمبر تجمع عدد من المواطنين امام مسجد سوق التجار حاملين الدكتور الخطيب على اكتافهم حيث زحفت الجماهير الى المنطقة التجارية مما دفع الشرطة للعمل فورا، ود اصيب اربعة متظاهرين وتم القاء القبض على شباب من العوائل الكويتية المعروفة وفي ذلك الوقت توجهت شاحنات وعلى ظهرها نساء كويتيات من عائلات معروفة نحو شارع دسمان متجهات الى قصر الحاكم مطالبات بوقف عمليات ضخ النفط، وقد تم القاء القبض على النسوة ولكن سرعان ما تم اطلاق سراحهن وفي اليوم التالي تم القاء القبض على بعض الكويتيين الذين ينتمون الى التيار القومي كي تحد الحكومة من قيام المظاهرات لانهم المحرك الرئيسي لهذه المظاهرات، كما اقفلت معظم المحلات التجارية ابوابها وجابت الشوارع دوريات من الشرطة والجيش، ‏ومع ان المدارس بقيت مفتوحة لكن المدرسين الفلسطينيين والمصريين امتنعوا عن دخول الصفوف، وقد نفى الشيخ عبدالله الجابر رئيس دائرة المعارف ان يكون قد سمح للمعلمين التعبير عن تعاطفهم مع المصريين.



[[ملف:احمد_الخطيب.jpg|تصغير|يسار|د. أحمد الخطيب]]



وقد قامت جريدة الكويت اليوم وهي الجريدة الرسمية للدولة باصدار مقال جاء فيه (في تلك الظروف الحرجة، نتوجه الى الله بالصلاة او الدعاء ان ينصر العرب ويحرر اراضيهم من كل انواع الامبريالية).

وبتوجيه من الدكتور احمد الخطيب ناقش النادي الثقافي القومي طرق التعبير عن معارضتهم واحتجاجهم على الهجوم البريطاني الفرنسي دون اتحاذ عمل يدفع البريطانيين ان يتخذوه ذريعة

لانزال قواتهم في امارة الكويت وركز قادة النادي على اهمية قيام مظاهرات سلمية وجمع الاموال من اجل مصر، وطلب الخطيب ورفاقه المشورة والنصح من قائد ديني له مكانته بالمجتمع الكويتي هو الحاج عيسى يوسف القناعي كما طلبوا منه ان يذهب إلى جزيرة فيلكا ويقابل الشيخ عبدالله السالم ويطلب منه وقف شحنات النفط الكويتي الى بريطانيا.



‏وقد رفض القناعي ان يذهب الى الشيخ عبدالله واخبر زواره ان الشيخ عبدالله ليس في موقع يؤهله اتخاذ مثل هذا القرار.

وبعد ذلك اصدر القنصل الاميركي في الكويت وليم بروز ردا على نصيحة يوسف القناعي وطالب بمنع التدخل فورا في شؤون النفط.

وقد بدأ الكويتيين بالتعبير عن دعمهم لعبدالناصر من خلال اساليب مختلفة منها مقاطعة البضائع البريطانية كما امتنع بعض اصحاب المحلات التجارية عن تقديم خدمة للزبائن البريطانيين.

ووضعت هذه الحوانيت يافطات تعلن عن رفضها دخول الرعايا البريطانيين والمواطنيين الفرنسيين.

ولم يكن بعض اصحاب الحوانيت راغبا في رفع مثل تلك اليافطة، لكنهم فعلوا ذلك مخافة من ان تتعرض محلاتهم للاحراق ان هم لم يتعاونوا.

وقد رفع صاحب حانوت هندي اليافطة شكلا لكنه استمر في خدمة الزبائن البريطانيين مما دفع بالمحرضين على المقاطعة الى ان يقدموا يافطة اخرى كتب عليها كلمة (خائن)، الامر الذي دفعه الى اغلاق محله بسرعة.

كما توقف المستهلكون الكويتيون والعرب عن شراء المنتجات المصنعة في بريطانيا بما فيها السجائر والسيارات، في ذلك الوقت قامت لجنة المقاطعة بمطالبة الحاكم ان يدعمها لكن الحاكم العاقل اجاب ان التجارة بيد التجار وليست بيد الحكومة.



‏وقد قامت دائرة الكهرباء بشطب مصانع بريطانية من قوائمها كما قامت دائرة المعارف (التربية) بالغاء عقود لشراء بضائع بريطانية كان قد تم شراؤها من قبل التجار الكويتيين.

وعلى العموم لم يلغ التجار الكويتيون علاقاتهم مع الوكالات والمصانع البريطانية واستمرت تلك المصانع تتلقى سرا طلبات التزويد والتجهيزات.

وقد بلغ مجوع اموال التبرعات الى مصر حوالي مليون دولار في نهاية شهر نوفمبر 1956 ‏منها 775 الف دولار اسهم بتقديمها 411 ‏تاجرا كويتيا ولقد خطط النادي ‏بتخصيص جزء من الاموال لتجهيز قوة من المتطوعين تعمل على خدمة مصر وتطوع بضعة الاف من الشباب كان معظمهم من الفلسطينيين ذوي الدخول المتدنية وفي 25 نوفمبر نشرت جريدة اخبار اليوم قائمة باسماء الشيوخ الذين قدموا تبرعات سخية وكان من ضمن القاثمة الشيخ عبدالله السالم الذي تبرع بمبلغ 520 الف دولار.



وفي الرابع من نوفمبر قام ممثلوا الاندية الكويتية ويقودهم مدير التعليم بالكويت بتشكيل وفد غادر الى جزيرة فيلكا طلبا لمقابلة ‏الحاكم، وفي فيلكا رفض الشيخ عبدالله السالم مقابلة الوفد وعندما عاد الشيخ عبدالله المبارك رئيس الامن العام من رحلة قنص خارج الكويت اوضح لممثلي الاندية انه لدى حدوث أي اخلال بالامن فمن المؤكد ان تقوم بريطانيا بعملية انزال قواتها في امارة الكويت.

‏وقد بدات قوات الامن الكويتية باستعمال القسوة لتفريق المتظاهرين والجماهير ولم تتردد الشرطة في ضرب اولئك الذين رفضوا ان يتفرقوا.

[[ملف:جاسم القطامي.jpg|تصغير|يمين|جاسم القطامي]]

ونتيجة ذلك استقال قائد الشرطة الكويتي ‏الضابط جاسم القطامي في اوائل شهر نوفمبر 1956 إحتجاجا على الأوامر الحكومية للتصدي ‏للشعب الكويتي بالقيام بمظاهرات تأييد للشعب المصري ولجمال عبدالناصر لتأميمه لقناة السويس.

وفي بداية ديسمبر 1956 ‏اعلم الشيخ عبدالله السالم ان هيئة الاذاعة البريطانية نقلت أخبار وصول شحنات من النفط الكويت الى بريطانيا وخشية من أي اعمال معادية في الكويت بعث الشيخ عبدالله رسالة عاجلة الى لندن يطلب فيها عدم نشر او اذاعة اخبار عن وصول شحنات نفط من الكويت الى بريطانيا وقد طلبت وزارة الخارجية البريطانية من هيثة الاذاعة البريطانية ووسائل الاعلام اللندنية عدم نشر مثل تلك الاخبار ولم تستطع الخارجية ان تضمن لحاكم الكويت عدم تسرب تلك الاخبار.



‏وفي مساء العاشر من ديسمبر 1956 وفي اثناء حدوث عاصفة مطرية قاسية وقعت ٩ ‏إنفجارات موجهة ضد المصالح البريطانية والامريكية في منطقة توجد بها انابيب النفط تحت الماء، وفي انبوب غاز متجه الى مدينة الكويت ولم تقع اضرار بشرية وكانت الاضرار بسيطة ما عدا بئرا واحدا في مدينة الاحمدي حيث تعذر إطفاء النيران فيها فاستدعيت شركة متخصصة لاطفاء نيران آبار النفط من [[تكساس]] وهي شركة [Red_Adair|[ريد ادير]].

وبالرغم من وجود تلك المشاعر المعادية للبريطانيين فقد اقيمت في ملعب شرطة نفط الكويت بالاحمدي مباراة لكرة القدم خلال رأس السنة لعام 1957 بين موظفي شركة نفط الكويت وحضر المبارة جمهور كبير من الكويتيين والعرب واوقف المشجعون سياراتهم بالقرب من الملعب رافعين صورة جمال عبدالتاصر ولم تحدث اية امور مزعجة خلال المباراة. <ref name="موسوعة الأوائل الكويتية">[[موسوعة الأوائل الكويتية]]، تأليف [[عادل حسن السعدون]] 2009.</ref><ref name="المجتمع المدني">كتاب المجتمع المدني والحركة الوطنية في الكويت - الطبعة الاولى - تأليف فلاح عبدالله المديرس - الكويت 2000</ref><ref name="الكويت في1945-1996">كتاب الكويت في 1945 - 1996 رؤية إنجليزية - أمريكية - الطبعة الاولى - تأليف مريم جويس - بيروت 2001</ref>







== المراجع ==





sourceويكيبيديا - أحدث التغييرات [ar] http://ift.tt/15UyHOd

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق