أنشأ الصفحة ب'لم يكن عند بعثته صلى الله عليه وسلم قانون مقدس تتحاكم إليه البشرية أو يدَّعيه أحد، وإنما كا...'
صفحة جديدة
لم يكن عند بعثته [[صلى الله عليه وسلم]] قانون مقدس تتحاكم إليه البشرية أو يدَّعيه أحد، وإنما كانت بقايا من الشرائع التي تعرضت إلى أشياء من التحريف و التبديل، أو ما توارثه الناس من الأعراق والعادات والتقاليد التي ليست محلَّ إجماع بشري.
فكان من معالم بعثته (صلى الله عليه وسلم) تكميل مكارم الأخلاق فأتمَّ ما لدى البشرية من فضائلَ بأن جعل القصد بها وجه الله تعالى، وأزال ما علِق بها من عوالق [[الجاهلية]]، وأرسى قواعد [[العدل]] ومفهوم [[المساواة]]، وانتظمت سلسلة الحقوق بين الناس: الدماء، والأعراض، والأموال، والأديان، والعقول. شملت كل الطبقات والفئات والأعراق بشكل لم يحدث معه أيُّ اختراق لمصداقية هذا المنهج ذاته. فهو مطَّرد وأقرَّت به العقول الأخرى، وأعجبت به الأفكار، وبعدله تحدثت الألسنة؛ بل وظهرت قوانين تقيس مسيرتها بمدى قربها منه؛ التي هي أقرب إلى إجماع الناس كلهم عليها، من حيث نزاهة التعاليم، وعدل الأحكام، ومراعاة البشرية بكل الشرائح .
إضافة إلى ما يتعلق بالمعاهدات مع غير المسلمين من المستأمنين والمعاهدين وحتى أهل الحرب والأسرى والتعامل مع [[أهل الذمة]]. كل ذلك كان قائماً على العدل والإنصاف الذي اتَّسم به [[الإسلام]].
والمتأمل لامتداد الإسلام عبر تلك القرون يثق بأنه المعلم الشامخ المرتفع الذي يهتدي به السائرون في بيداء قاحلة. فمن وفُقِّ لصعوده نجا وسلم ، ومن اختار لنفسه غير ذلك فسوف يتحمَّل تبعات اختياره في الدنيا من التعاسة وفي الآخرة من العقاب، حين قامت الحجة، وظهر البرهان، وكشفت الشبهات.
=== قدَّم َ (صلى الله عليه وسلم) الإسلامَ كمنهج حياة بشرية واقعية:===
{{محمد}}
لقد قدَّم النبي (صلى الله عليه وسلم) للبشرية الإسلام كمنهجٍ للحياة. منهج حياة بشرية واقعية بكل مقوِّماته. منهج يشمل التصوُّر الاعتقادي الذي يفسر طبيعة الوجود)، ويحدد مكان الإنسان في هذا الوجود، كما يحدد غاية وجوده الإنساني.. ويشمل النظم والتنظيمات الواقعية التي تنبثق من ذلك التصور الاعتقادي وتستند إليه، وتجعل له صورة واقعية متمثلة في حياة البشر. كالنظام الأخلاقي والينبوع الذي ينبثق منه، والأسس التي يقوم عليها، و[[السلطة]] التي يستمدُّ منها. و[[النظام السياسي]] وشكله وخصائصه. و[[النظام الاجتماعي]] وأسسه ومقوماته. و[[النظام الاقتصادي]] وتشكيلاته. و[[القانون الدولي]] وعلاقاته وارتباطاته. يشتمل على تلك المقومات كلها مترابطة، غير منفصل بعضها عن بعض. المقومات المنظمة لشتى جوانب الحياة البشرية؛ الملبية لشتى حاجات الإنسان الحقيقية؛ المهيمنة على شتى أوجه النشاط الإنسانية <ref>كتاب [[المستقبل لهذا الدين]]، [[سيد قطب]]، ص 3 .</ref> قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [[سورة الإسراء]] آية 70 .
=== قدَّم (صلى الله عليه وسلم) كتلة بشرية متزنة:===
قدَّم النبي (صلى الله عليه وسلم) كتلة بشرية متزنة حيث لم يلبث العالم المتمدِّن أن يرى من هذه المواد الخام المبعثرة التي استهانت بقيمتها الأمم المعاصرة، وتسلطت عليها البلاد المجاورة.. كتلة لم يشاهد التاريخ البشري أحسن منها اتزاناً، كأنها حلقة مفرغة لا يُعرف طرفها أو كالمطر لا يُدرى أأوَّلُه خير أم آخره، كان فيها الكفاية للأمة في كل ناحية من نواحي الإنسانية <ref>كتاب [[ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين]]، [[أبو الحسن الندوي]]، ص 110-111 .</ref>.
=== قدَّم (صلى الله عليه وسلم) حضارة إسلامية متكاملة:===
إن من يرى الآثار الإسلامية والأبنية المنتشرة في [[مصر]] و[[الهند]] و[[تركستان]] و[[الشام]] و[[فارس]] و[[تركيا]] و[[شمال أفريقية]] و[[أسبانيا]] يعجب كلَّ الإعجاب ب[[الفن الإسلامي]]، و[[الخط العربي]]، والجمال الشرقي، والذوق الجميل، والنبوغ في هندسة البناء والزخرفة . وكان لكل بلد إسلامي أثر في تلك النهضة العظيمة، ظهر في دراسة الشريعة الإسلامية، والفقه الإسلامي، و[[الأدب العربي]]، و[[العلوم الإسلامية]] و[[الفلسفة الإسلامية]]، و[[الزراعة]] و[[الصناعة]] و[[التجارة]] و[[الحياة]] وكان لكل شعب قبل اعتناق الإسلام نظام خاص، وبيئة خاصة، وتقاليد وعادات معينة يسير عليها؛ لكن بعد أن أسلم سكان تلك الشعوب غيَّروا عاداتهم القديمة وتقاليدهم وبيئتهم لتسير مع روح الدين الحق، وعاداته الحسنة، ومبادئه الروحية، وآدابه المثالية، التي وضعها ربُّ العالمين وامتزج الفن الفارسي في الزخرفة بالعمارة الهندسية البيزَنطية ( التركية ) فنتج عنها فن عربي، و[[عمارة عربية]] <ref>كتاب [[الإسلام منقذ للإنسانية]]، [[محمد عطية الإبراشي]]، ص 158-162 .</ref>.
يقول الكاتب الإنجليزي [[ستانلي لين بول]] في كتابه: " قصة العرب في أسبانيا ":
" ملك المسلمون ثلثي شبه الجزيرة، وسمَّوها ب[[الأندلس]] وأنشئوا بها مملكة [[قرطبة]] العظيمة، التي كانت أُعجوبة العصور الوسطى، والتي حملت وحدها في الغرب شعلة الثقافة والمدنية مؤتلفة وهّاجة، وقت أن كانت [[أوروبا]] غارقة في الجهالة البربرية... إن الأندلس لم تحكم في عهد من عهودها بسماحة وعدل وحكمة كما حكمت في عهد العرب المسلمين الفاتحين ولم يدَع التسامح الإسلامي للإسبانيين أي سببٍ للشكوى، لقد سعد العبيد في إسبانيا بدخول المسلمين، وأصبحوا في [[الرق]] بمنزلة صغار الزراع، فتركهم ساداتهم أحراراًً يزرعون الأرض كما يشاؤون، على أن يؤدُّوا لهم نصيباً من الغلة؛ لأنهم كانوا مشتغلين بالحروب، ولأنهم كانوا بطبيعتهم يأنفون من أعمال الفلاحة. أما عبيد المسيحيين الذين ظلُّوا يائسين من التخلُّص من الرقِّ طول حياتهم فقد مهُِّد أمامهم اليوم طريق إلى [[الحرية]] من أسهل الطرق وأهونها؛ فليس عليهم إلا أن يذهبوا إلى أقرب محتسب أو قاض، وينطلقوا أمامه بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله فيصبحوا في الحال أحراراً؛ فإن الحرية تتبع الإسلام <ref>كتاب [[الإسلام منقذ للإنسانية]]، [[محمد عطية الإبراشي]]، ص 179"</ref> .
=== قدم (صلى الله عليه وسلم) الوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية:===
إن أبرز ما قَدَّمه نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم)للبشرية: الحنيفية السمحة، والإسلام المهيمن على جميع الأديان والذي كانت أول سيادته في [[الجزيرة العربية]] في عهده (صلى الله عليه وسلم) حيث توحَّدت لأول مرة في تاريخها تحت رايته، وبالرغم من أنها عرفت نشوء الدويلات مثل: [[مملكة معين]] و[[مملكة سبأ]] و[[حمير]] و[[مملكة كندة]] و[[الغساسنة]] و[[المناذرة]] قبل الإسلام، إلا أن أيَّة دويلات من تلك لم تتمكن من توحيد الجزيرة العربية تحت رايتها؛ بل إن حضارات تلك الدويلات كانت قد اضمحلت وطغت البداوة على مراكزها قبل الإسلام، وقد تمكَّن الرسول (صلى الله عليه وسلم) من تحقيق وحدة الجزيرة في أقلَّ من عشر سنوات رغم قوة الروح الفردية، وتغلغل [[العصبية القبلية]] والنزاعات الجاهلية، ولم تكن هذه الوحدة وحدة صورية؛ بل كانت تشابكاً وثيقاً وتجانساً في الروح والعقل والسلوك؛ لذلك صلحت أن تكون لبنةً قويةً وأساسًا متيناً قامت عليه الدولة الإسلامية التي بسطت سلطانها على رقعة شاسعة من آسيا وأفريقيا وأوروبا طيلة القرون الماضية <ref>كتاب [[السيرة النبوية الصحيحة]]، [[أكرم ضياء العمري]]، 2/555 بتصرف .</ref>.
قال الله تعالى: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [[سورة الأنفال]] آية 63.
يقول جان سبيرو السويسري: " مهما زاد الإنسان اطلاعاً على سيرة محمد النبي لا بكتب أعدائه وشانئيه؛ بل بتأليفات معاصريه وبالكتاب والسنة إلا وأدرك أسباب إعجاب الملايين من البشر في الماضي وحتى الآن بهذا الرجل، وفهم علة تفانيهم في محبته وتعظيمه " <ref>[[محمد رسول الإسلام في نظر فلاسفة الغرب]]، [[محمد فهمي عبد الوهاب]]، ص 55 .</ref>.
== مصادر ==
{{مراجع}}
{{محمد2}}
{{شريط بوابات|محمد|إسلام}}
فكان من معالم بعثته (صلى الله عليه وسلم) تكميل مكارم الأخلاق فأتمَّ ما لدى البشرية من فضائلَ بأن جعل القصد بها وجه الله تعالى، وأزال ما علِق بها من عوالق [[الجاهلية]]، وأرسى قواعد [[العدل]] ومفهوم [[المساواة]]، وانتظمت سلسلة الحقوق بين الناس: الدماء، والأعراض، والأموال، والأديان، والعقول. شملت كل الطبقات والفئات والأعراق بشكل لم يحدث معه أيُّ اختراق لمصداقية هذا المنهج ذاته. فهو مطَّرد وأقرَّت به العقول الأخرى، وأعجبت به الأفكار، وبعدله تحدثت الألسنة؛ بل وظهرت قوانين تقيس مسيرتها بمدى قربها منه؛ التي هي أقرب إلى إجماع الناس كلهم عليها، من حيث نزاهة التعاليم، وعدل الأحكام، ومراعاة البشرية بكل الشرائح .
إضافة إلى ما يتعلق بالمعاهدات مع غير المسلمين من المستأمنين والمعاهدين وحتى أهل الحرب والأسرى والتعامل مع [[أهل الذمة]]. كل ذلك كان قائماً على العدل والإنصاف الذي اتَّسم به [[الإسلام]].
والمتأمل لامتداد الإسلام عبر تلك القرون يثق بأنه المعلم الشامخ المرتفع الذي يهتدي به السائرون في بيداء قاحلة. فمن وفُقِّ لصعوده نجا وسلم ، ومن اختار لنفسه غير ذلك فسوف يتحمَّل تبعات اختياره في الدنيا من التعاسة وفي الآخرة من العقاب، حين قامت الحجة، وظهر البرهان، وكشفت الشبهات.
=== قدَّم َ (صلى الله عليه وسلم) الإسلامَ كمنهج حياة بشرية واقعية:===
{{محمد}}
لقد قدَّم النبي (صلى الله عليه وسلم) للبشرية الإسلام كمنهجٍ للحياة. منهج حياة بشرية واقعية بكل مقوِّماته. منهج يشمل التصوُّر الاعتقادي الذي يفسر طبيعة الوجود)، ويحدد مكان الإنسان في هذا الوجود، كما يحدد غاية وجوده الإنساني.. ويشمل النظم والتنظيمات الواقعية التي تنبثق من ذلك التصور الاعتقادي وتستند إليه، وتجعل له صورة واقعية متمثلة في حياة البشر. كالنظام الأخلاقي والينبوع الذي ينبثق منه، والأسس التي يقوم عليها، و[[السلطة]] التي يستمدُّ منها. و[[النظام السياسي]] وشكله وخصائصه. و[[النظام الاجتماعي]] وأسسه ومقوماته. و[[النظام الاقتصادي]] وتشكيلاته. و[[القانون الدولي]] وعلاقاته وارتباطاته. يشتمل على تلك المقومات كلها مترابطة، غير منفصل بعضها عن بعض. المقومات المنظمة لشتى جوانب الحياة البشرية؛ الملبية لشتى حاجات الإنسان الحقيقية؛ المهيمنة على شتى أوجه النشاط الإنسانية <ref>كتاب [[المستقبل لهذا الدين]]، [[سيد قطب]]، ص 3 .</ref> قال تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [[سورة الإسراء]] آية 70 .
=== قدَّم (صلى الله عليه وسلم) كتلة بشرية متزنة:===
قدَّم النبي (صلى الله عليه وسلم) كتلة بشرية متزنة حيث لم يلبث العالم المتمدِّن أن يرى من هذه المواد الخام المبعثرة التي استهانت بقيمتها الأمم المعاصرة، وتسلطت عليها البلاد المجاورة.. كتلة لم يشاهد التاريخ البشري أحسن منها اتزاناً، كأنها حلقة مفرغة لا يُعرف طرفها أو كالمطر لا يُدرى أأوَّلُه خير أم آخره، كان فيها الكفاية للأمة في كل ناحية من نواحي الإنسانية <ref>كتاب [[ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين]]، [[أبو الحسن الندوي]]، ص 110-111 .</ref>.
=== قدَّم (صلى الله عليه وسلم) حضارة إسلامية متكاملة:===
إن من يرى الآثار الإسلامية والأبنية المنتشرة في [[مصر]] و[[الهند]] و[[تركستان]] و[[الشام]] و[[فارس]] و[[تركيا]] و[[شمال أفريقية]] و[[أسبانيا]] يعجب كلَّ الإعجاب ب[[الفن الإسلامي]]، و[[الخط العربي]]، والجمال الشرقي، والذوق الجميل، والنبوغ في هندسة البناء والزخرفة . وكان لكل بلد إسلامي أثر في تلك النهضة العظيمة، ظهر في دراسة الشريعة الإسلامية، والفقه الإسلامي، و[[الأدب العربي]]، و[[العلوم الإسلامية]] و[[الفلسفة الإسلامية]]، و[[الزراعة]] و[[الصناعة]] و[[التجارة]] و[[الحياة]] وكان لكل شعب قبل اعتناق الإسلام نظام خاص، وبيئة خاصة، وتقاليد وعادات معينة يسير عليها؛ لكن بعد أن أسلم سكان تلك الشعوب غيَّروا عاداتهم القديمة وتقاليدهم وبيئتهم لتسير مع روح الدين الحق، وعاداته الحسنة، ومبادئه الروحية، وآدابه المثالية، التي وضعها ربُّ العالمين وامتزج الفن الفارسي في الزخرفة بالعمارة الهندسية البيزَنطية ( التركية ) فنتج عنها فن عربي، و[[عمارة عربية]] <ref>كتاب [[الإسلام منقذ للإنسانية]]، [[محمد عطية الإبراشي]]، ص 158-162 .</ref>.
يقول الكاتب الإنجليزي [[ستانلي لين بول]] في كتابه: " قصة العرب في أسبانيا ":
" ملك المسلمون ثلثي شبه الجزيرة، وسمَّوها ب[[الأندلس]] وأنشئوا بها مملكة [[قرطبة]] العظيمة، التي كانت أُعجوبة العصور الوسطى، والتي حملت وحدها في الغرب شعلة الثقافة والمدنية مؤتلفة وهّاجة، وقت أن كانت [[أوروبا]] غارقة في الجهالة البربرية... إن الأندلس لم تحكم في عهد من عهودها بسماحة وعدل وحكمة كما حكمت في عهد العرب المسلمين الفاتحين ولم يدَع التسامح الإسلامي للإسبانيين أي سببٍ للشكوى، لقد سعد العبيد في إسبانيا بدخول المسلمين، وأصبحوا في [[الرق]] بمنزلة صغار الزراع، فتركهم ساداتهم أحراراًً يزرعون الأرض كما يشاؤون، على أن يؤدُّوا لهم نصيباً من الغلة؛ لأنهم كانوا مشتغلين بالحروب، ولأنهم كانوا بطبيعتهم يأنفون من أعمال الفلاحة. أما عبيد المسيحيين الذين ظلُّوا يائسين من التخلُّص من الرقِّ طول حياتهم فقد مهُِّد أمامهم اليوم طريق إلى [[الحرية]] من أسهل الطرق وأهونها؛ فليس عليهم إلا أن يذهبوا إلى أقرب محتسب أو قاض، وينطلقوا أمامه بالشهادتين: شهادة أن لا إله إلا الله، وشهادة أن محمداً رسول الله فيصبحوا في الحال أحراراً؛ فإن الحرية تتبع الإسلام <ref>كتاب [[الإسلام منقذ للإنسانية]]، [[محمد عطية الإبراشي]]، ص 179"</ref> .
=== قدم (صلى الله عليه وسلم) الوحدة الإسلامية والأخوة الإيمانية:===
إن أبرز ما قَدَّمه نبي الرحمة (صلى الله عليه وسلم)للبشرية: الحنيفية السمحة، والإسلام المهيمن على جميع الأديان والذي كانت أول سيادته في [[الجزيرة العربية]] في عهده (صلى الله عليه وسلم) حيث توحَّدت لأول مرة في تاريخها تحت رايته، وبالرغم من أنها عرفت نشوء الدويلات مثل: [[مملكة معين]] و[[مملكة سبأ]] و[[حمير]] و[[مملكة كندة]] و[[الغساسنة]] و[[المناذرة]] قبل الإسلام، إلا أن أيَّة دويلات من تلك لم تتمكن من توحيد الجزيرة العربية تحت رايتها؛ بل إن حضارات تلك الدويلات كانت قد اضمحلت وطغت البداوة على مراكزها قبل الإسلام، وقد تمكَّن الرسول (صلى الله عليه وسلم) من تحقيق وحدة الجزيرة في أقلَّ من عشر سنوات رغم قوة الروح الفردية، وتغلغل [[العصبية القبلية]] والنزاعات الجاهلية، ولم تكن هذه الوحدة وحدة صورية؛ بل كانت تشابكاً وثيقاً وتجانساً في الروح والعقل والسلوك؛ لذلك صلحت أن تكون لبنةً قويةً وأساسًا متيناً قامت عليه الدولة الإسلامية التي بسطت سلطانها على رقعة شاسعة من آسيا وأفريقيا وأوروبا طيلة القرون الماضية <ref>كتاب [[السيرة النبوية الصحيحة]]، [[أكرم ضياء العمري]]، 2/555 بتصرف .</ref>.
قال الله تعالى: وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [[سورة الأنفال]] آية 63.
يقول جان سبيرو السويسري: " مهما زاد الإنسان اطلاعاً على سيرة محمد النبي لا بكتب أعدائه وشانئيه؛ بل بتأليفات معاصريه وبالكتاب والسنة إلا وأدرك أسباب إعجاب الملايين من البشر في الماضي وحتى الآن بهذا الرجل، وفهم علة تفانيهم في محبته وتعظيمه " <ref>[[محمد رسول الإسلام في نظر فلاسفة الغرب]]، [[محمد فهمي عبد الوهاب]]، ص 55 .</ref>.
== مصادر ==
{{مراجع}}
{{محمد2}}
{{شريط بوابات|محمد|إسلام}}
sourceويكيبيديا - أحدث التغييرات [ar] http://ar.wikipedia.org/w/index.php?title=%D9%85%D8%A7_%D9%82%D8%AF%D9%85%D9%87_%D8%A7%D9%84%D9%86%D8%A8%D9%8A_%D9%85%D8%AD%D9%85%D8%AF&diff=14610071&oldid=0
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق