الأحد، 14 ديسمبر 2014

تاريخ تركيا

‌‌‌‌


صفحة جديدة


تاريخ [[الأناضول]]، الذي هو الآن تركيا اليوم الحديثة، يعود الى سنة 7.500 حتى 5.000 قبل الميلاد، وتقع على مقربة من مدينة قونية في وسط [[تركيا]]. في 550 قبل الميلاد غزا إمبراطور فارس المنطقة، لكن خلفائه هزموا في 334 قبل الميلاد عندما اقتحم الإسكندر الأكبر مقدونيا وغزا تقريبا كل الشرق الأوسط. ومع وفاة الإسكندر قسمت امبراطوريته بين جنرالاته مع وقوع العديد من الحروب الأهلية.

كان السلتيون هم الغزاة التاليين وقاموا بتأسيس أنيسرا(أنقرة) عاصمة لهم، ومن هناك حكموا مدن بحر ايجه. ثم جاء الرومان بعد ذلك واستولوا على الأناضول. وأسسوا أفسس كعاصمة للمنطقة في 129 قبل الميلاد. بنى الامبراطور الروماني ديسيوس مدينة عظيمة على موقع بيزنطة اليونانية وأعلن أنها روما الجديدة سنة 330 م، والتي أصبحت معروفة باسم [[القسطنطينية]].



جلب الامبراطور جستنيان لهذه الإمبراطورية الرومانية الشرقية أو البيزنطية، قوتها العظمى بغزو إيطاليا ومصر والأناضول وشمال أفريقيا. وقام بتجميل القسطنطينية بالعديد من المباني، وكان الانتصار بكنيسة [[آيا صوفيا]]، والتي بعد 1000 سنة تحولت إلى مسجد حيث هددت جيوش المسلمين جدران القسطنطينية. أستولت عصابات من المحاربين الأتراك على بحر إيجة وسواحل مرمرة في القرن الثالث عشر. وتم تسمية أحد قادتها الأولين باسم [[عثمان بن أرطغرل|عثمان]] والذي أسس إمارة بالقرب من بورصة القريبة، والتي كبرت لتصبح [[الإمبراطورية العثمانية]]. في عام 1453، تحت حكم محمد الفاتح تم فتح القسطنطينية وهكذا بدأت الفترة العظيمة للقوة العثمانية، وكان أقصاها تحت حكم السلطان سليمان القانوني (1520-1566). وبعدها سقطت الأمبراطورية العثمانية وبدأ تاريخ تركيا الحديث.



=== القرون القديمة والوسطى ===

{{رئيسي|حثيون|طروادة|الإمبراطورية البيزنطية}}

[[ملف:Troy1.jpg|thumb|200px|يسار|جزء من أسوار طروادة (السور السابع)، كما حدد في موقع [[حرب طروادة]] (حوالي العام 1200 قبل الميلاد).]]

جزيرة الأناضول، والتي تضم معظم تركيا الحديثة، وتعتبر واحدة من أقدم المناطق السكنية في العالم. وأقدم مستوطنات سكنية تعود إلى [[عصر حجري حديث|العصر الحجري الحديث]].<ref>http://ift.tt/1wRIP77; ظهرت مستوطنة [[طروادة]] في [[العصر الحجري الحديث]] واستمرت حتى [[العصر الحديدي]]، ووصلنا من خلال التاريخ المسجل أن [[الاناضول]] قد تحدثت بلغات [[لغات هندية أوروبية|هندو أوروبية]]، والكارتفيلية، و[[لغات سامية|السامية]]، فضلاً عن غيرها من اللغات.<ref name="AnatoliaIndoEuropean">{{Cite journal|last=Balter|first=Michael|title=Search for the Indo-Europeans: Were Kurgan horsemen or Anatolian farmers responsible for creating and spreading the world's most far-flung language family?|journal=[[Science (journal)|Science]]|volume=303|issue=5662|page=1323|date=2004-02-27|doi=10.1126/science.303.5662.1323|pmid=14988549}}</ref> جاء [[حيثيون|الحيثيون]] من الهند الأوروبية إلى الأناضول تدريجيًا من الفترة 2000-1700 ق.م. حين تم تأسيس أول امبراطورية كبرى في المنطقة من قبلهم في القرن الثامن عشر قبل الميلاد وحتى القرن الثالث عشر. استعمر الآشوريين أجزاء من جنوب شرق تركيا في وقت يرجع إلى عام 1950 قبل الميلاد حتى عام 612 قبل الميلاد، عندما تم غزو [[الامبراطورية الآشورية]] من قبل [[كلدو|الأسرة الكلدانية]] في [[بابل]].<ref>{{cite web|url=http://ift.tt/1wRIPDY |title=Ziyaret Tepe – Turkey Archaeological Dig Site |publisher=uakron.edu |date= |accessdate=2010-09-04}}</ref><ref>{{cite web|url=http://ift.tt/1wRIP79 |title=Assyrian Identity In Ancient Times And Today' |format=PDF |date= |accessdate=2010-09-04}}</ref>

[[ملف:Celsus-Bibliothek2.jpg|تصغير|يمين|مكتبة سيلسوس في [[أفسس]] عام 135 م.]]

حكم الفيرجيون آسيا الصغرى بعد انهيار [[الحيثيون|الإمبراطورية الحيثية]] في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وحتى انهيارهم وصعود [[ليديا]] في القرن السابع قبل الميلاد.<ref name="TroyHittiteEmpirePhrygians">{{cite web|url=http://ift.tt/1vQt49c and the Caucasus, 2000–1000 B.C. in ''Timeline of Art History.''|author=The Metropolitan Museum of Art, New York|authorlink=Metropolitan Museum of Art|publisher=New York: The Metropolitan Museum of Art|accessdate=2006-12-21|month=أكتوبر|year=2000}}</ref> أسست العديد من المدن الهامة من هذه المستعمرات، مثل ميلتوس، [[أفسس]]، سميرنا ([[ازمير]] حاليا)، و[[بيزنطة]] ([[القسطنطينية]] التي أصبحت في وقت لاحق [[اسطنبول]]). سميت أول دولة أنشئت في الأناضول من قبل شعوب المجاورة باسم [[أرمينيا]]. غزي الأناضول من قبل [[الامبراطورية الفارسية الأخمينية]] خلال القرن الخامس والسادس وسقطت لاحقا بيد [[الإسكندر الأكبر]] في عام 334 قبل الميلاد.<ref name="PersiansInAsiaMinor">{{cite web|url=http://ift.tt/1wRIS2x Greece: The Persian Wars|author=Hooker, Richard|publisher=Washington State University, Washington, United States|accessdate=2006-12-22|date=1999-06-06}}</ref> بعد ذلك تم تقسيم الأناضول إلى عدد من الممالك الصغيرة الهلنستية (هي [[بيثينيا]]، [[قباذق|كابادوكيا]]، برغامس، و[[البنطس]])، والتي استسلمت لل[[الجمهورية الرومانية|جمهورية الرومانية]] في منتصف القرن الأول قبل الميلاد.<ref name="AlexanderToRome">{{cite web|url=http://ift.tt/1wRIS2z and the Caucasus (Asia Minor), 1000 B.C. – 1 A.D. in ''Timeline of Art History.''|author=The Metropolitan Museum of Art, New York|authorlink=Metropolitan Museum of Art|publisher=New York: The Metropolitan Museum of Art|accessdate=2006-12-21|month=أكتوبر|year=2000}}</ref> في عام 324 اختار الامبراطور الروماني قسطنطين بيزنطة لتكون العاصمة الجديدة للإمبراطورية الرومانية واطلق عليها اسم روما الجديدة (التي أصبح اسمها القسطنطينية لاحقًا وبعد لك إسطنبول). وأصبحت [[القسطنطينية]] مركز [[المسيحية الشرقية]] ومركز حضاري عالمي.<ref>[http://ift.tt/1FunXTM الحضارة البيزنطية]</ref>

بعد سقوط [[الإمبراطورية الرومانية الغربية|الامبراطورية الرومانية الغربية]]، وأصبحت عاصمة [[الإمبراطورية البيزنطية]] (الامبراطورية الرومانية الشرقية).<ref>{{cite web|url=http://ift.tt/1vQt2OM C. Waugh|publisher=University of Washington, Seattle, Washington|accessdate=2006-12-26|year=2004}}</ref> عقدت في تركيا أغلب [[مجامع مسكونية|المجامع المسكونية]] بحكم كونها عاصمة الإمبراطورية لعلّ أهمها [[مجمع نيقية]] و[[مجمع أفسس]] و[[مجمع خلقيدونية]]؛ تاخمت الدولة البيزنطيّة حدود [[الدولة الأموية]] عند [[جبال طوروس]] والتي عُرفت باسم "دول الثغور" التي تناوب على حكمها الطرفين، حتى تمكن [[سلاجقة|السلاجقة]] من احتلال أواسط الأناضول وتأسيس مملكة مُسلمة فيها، كذلك فقد تمكن خلال [[القرن العاشر]] البيزنطيون استعادة طوروس واحتلّوا [[أنطاكية]] و[[حلب]] قرابة القرن. خلال العصر الذهبي لل[[الامبراطورية البيزنطية]] خاصًة تحت حكم الأسرة المقدونية والكومنينيون ففي عهدهم مرت الامبراطورية البيزنطية نهضة ثقافية وعلمية وكانت [[القسطنطينية]] في عهدهم المدينة الرائدة في [[العالم المسيحي]] من حيث الحجم والثراء والثقافة.<ref>{{harvnb|Cameron|2009|pp=47}}.</ref> خلال [[الحروب الصليبية]]، تأسست مملكة قونية في جنوب تركيا الحاليّة إلى جانب [[إمارة أنطاكية]]، وتحالفت الإمبراطورية البيزنطيّة مع الوافدين غير مرّة لعل أشهرها مع [[مملكة بيت المقدس]] بهدف احتلال [[مصر]]، غير أن الحملة فشلت. يذكر أن [[الحملة الصليبية الرابعة]] قد اتجهت صوب القسطنطينية نفسها واحتلتها عام [[1261]] غير أن الدولة لم تعمّر طويلاً، ورغم إعادة تكوّن الإمبراطوريّة البيزنطيّة في [[القرن الرابع عشر]] لم تكن دولة قويّة ولم تكتسب مجددًا مجدها السابق، أما داخل تركيا الحالي أيْ الأناضول، كان مقسمًا إلى دويلات ومقاطعات إسلاميّة صغيرة متناحرة طوال القرنين الرابع عشر والخامس عشر، إلى أن سطع نجم [[عثمان الأول]] محاربًا البيزنطيين ومحتلاً مدنًا وحصونًا تحت سيطرتهم، ثم قام وخلفاؤه بالاستدارة صوب الممالك الصغيرة المجاورة قاضمًا إياها الواحدة تلو الأخرى مؤسسًا بذلك [[الدولة العثمانية]].<ref name="]معجم الأسر">كتاب «تاريخ الدول الإسلامية ومعجم الأسر الحاكمة» لستانلي بول (ترجمة أحمد السعيد سليمان)، المجلد الأول ص313 إلى ص325 (السلاجقة)، دار المعارف بمصر - [[القاهرة]].</ref>



=== الدولة العثمانية ===

{{رئيسي| الدولة العثمانية}}

[[ملف:OttomanEmpireIn1683 ar.png|تصغير|يسار|توسّع [[الدولة العثمانية]] منذ قيامها حتى بداية دور الركود في سنة 1683.]]



حكم [[عثمان الأول]] مملكته حتى [[1326]]، وبعد وفاته أصبح [[أورخان غازي|أورخان]] ابنه سلطانًا استطاع احتلال [[بورصة (مدينة)|بورصة]] وعمل على توسيع حدود الدولة وتنمية اقتصادها،<ref name="استقلال العثمانيين">المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، [[منير البعلبكي]]، [[بهيج عثمان]]، [[دار العلم للملايين]]، صفحة 116</ref> عمل أورخان على توسيع الدولة، فنشأ بينه وبين البيزنطيين صراعٌ عنيف كان من نتيجته استيلاؤه على مدينتيّ [[ازميت|إزميد]] و[[نيقية]]. وفي عام [[1337]] شنّ هجومًا على [[القسطنطينية]] عاصمة البيزنطيين نفسها، ولكنه أخفق في احتلالها.<ref>J.J.Norwich (1996) ''Byzantium: the Decline and Fall'', Penguin, London p.320</ref> شهدت الدولة في عهد أورخان أوّل استقرار للعثمانيين في أوروبا، وأصبحت الدولة العثمانية تمتد من أسوار [[أنقرة]] في [[آسيا الصغرى]] إلى [[تراقيا]] في [[البلقان]]،<ref>Crowley, Roger. 1453: ''The Holy War for Constantinople and the Clash of Islam and the West''. New York: Hyperion, 2005. p 31 ISBN 1-4013-0850-3.</ref><ref name="فريد بك2">تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 129 ISBN 9953-18-084-9</ref> وعمل على نشر الإسلام.



من المحطات البارزة في عهد تكوّن الدولة العثمانية، سيطرة [[بايزيد الأول]] على مدينة [[آلاشهر]] آخر ممتلكات الروم في [[آسيا الصغرى]]، وأخضع [[بلغاريا]] عام [[1393]]. وعند احتلال بلغاريا أصيبت [[أوروبا]] بالذعر وحشدت بطلب البابا [[بونيفاس التاسع]] حملة صليبية شاركت فيها المجر و[[فرنسا]] و[[بافاريا]] و[[رودس]] و[[البندقية]] و[[إنكلترا]] و[[النمسا]] و[[فرسان القديس يوحنا]] غير أنها وبنتيجة [[معركة نيقوبولس]] فشلت.<ref name="بايزيد1">المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، [[منير البعلبكي]]، [[بهيج عثمان]]، [[دار العلم للملايين]]، صفحة 120</ref><ref name=Hunyadi>''The Crusades and the military orders'': ''expanding the frontiers of latin christianity''; Zsolt Hunyadi page 226</ref> في عام [[1402]] سقطت تركيا والدولة العثمانية بيد [[تيمورلنك]] بعد هزيمة العثمانيين في [[معركة أنقرة]]، وكان من نتيجة المعركة أسر السلطان ونقله إلى [[سمرقند]]، عاصمة الدولة المغولية حيث مكث فيها إلى أن توفي عام [[1403]].<ref>أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 72 ISBN 978-9953-18-443-2</ref>



شهد العرش العثماني شغورًا بعد وفاة بايزيد الأول، ونشبت حروب أهليّة ضاريّة إلى أن تمكن [[محمد الأول]] من الاستفراد بالحكم،<ref name="تيمورلنك">تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 147 ISBN 9953-18-084-9</ref> ومن بعده جاء [[محمد الفاتح|محمد الثاني]] وفي عهده تمكن العثمانيون من [[فتح القسطنطينية]] ناقلين إليها عاصمة الدولة،<ref name="فريد بك3">تاريخ الدولة العليّة العثمانية، تأليف: الأستاذ محمد فريد بك المحامي، تحقيق: الدكتور إحسان حقي، دار النفائس، الطبعة العاشرة: 1427 هـ - 2006 م، صفحة: 164 ISBN 9953-18-084-9</ref> وغدا اسمها "[[إسلامبول]]" أي "تخت الإسلام" أو "مدينة الإسلام".<ref name="فتح القسطنطينية">[http://ift.tt/1vQt49l قصة إسلام: محمد الفاتح وفتح القسطنطينية]، تاريخ التحرير: الخميس، [[17 يوليو|17 تموز/يوليو]] [[2008]]</ref> تابع [[محمد الفاتح]] حروبه التوسعيّة واحتلّ أجزاءً من [[اليونان]] و[[البوسنة والهرسك]] و[[ألبانيا]]. بعد وفاته، وقعت حرب أهلية جديدة بين ولديه جمّ و[[بايزيد الثاني]]، ولما كانت الغلبة من نصيب الثاني تمكنّ من توحيد عرش الإمبراطورية تحت رايته مجددًا.<ref>أ.د. محمد سهيل طقّوش: تاريخ العثمانيين من قيام الدولة إلى الانقلاب على الخلافة: صفحة 135-137</ref>



[[ملف:Battle of Mohacs 1526.png|تصغير|[[معركة موهاج]] والغزو العثماني للمجر، بريشة بيرطلان سيزيكيلي.]]

توفي [[بايزيد الثاني]] عام [[1512]] وغدا [[سليم الأول]] سلطانًا، وفي عهده توّسع العثمانيون جنوبًا وشرقًا، فهزم [[صفويون|الصفويين]] و[[مماليك|المماليك]] وفتح العثمانيون أغلب [[الشرق الأوسط]] بعد [[معركة مرج دابق]] عام [[1516]]، بما فيها المدن الإسلامية المقدسة أي [[مكة]] و[[المدينة المنورة]] و[[القدس]]، وقد غدا سليم الأول بعد هذا "الفتح" سلطانًا و[[خليفة]]. بعد وفاته عام [[1520]]، ارتقى العرش ابنه [[سليمان القانوني]] الذي وصلت الدولة في عهده إلى أوج قوتها عسكريًا واقتصاديًا وعلى صعيد السياسة الخارجيّة إذ شهد عهد القانوني أول تحالف بين العثمانين وأوروبا ممثلة [[فرنسا|بفرنسا]] ضد أوروبا نفسها،<ref name="سليمان">المصور في التاريخ، الجزء السادس. تأليف: شفيق جحا، [[منير البعلبكي]]، [[بهيج عثمان]]، [[دار العلم للملايين]]، صفحة 141-142</ref> أما أبرز الفتوح كانت في جنوب [[المجر]] و[[ترانسلفانيا]] و[[رودوس]] في الغرب،<ref name="عهد سليمان">[http://ift.tt/1wRIPE6 قصة الإسلام: الخليفة سليمان الأول (القانوني) (926- 974 هـ)]، تاريخ التحرير: الثلاثاء، [[6 أبريل|06 نيسان/أبريل]] [[2010]]</ref> و[[بغداد]] و[[تبريز]] في الشرق.<ref>Cambridge history of Islam'' by Peter Malcolm Holt,Ann K. S. Lambton, Bernard Lewis p.330 [http://ift.tt/1vQt358; توفي القانوني عام [[1566]]، وأخذ نجم الدولة بالأفول من بعده وبشكل تدريجي، تابعت الدولة توسعها بضمّ [[قبرص]] و[[تونس]] في عهد [[سليم الثاني]]، وهزموا في [[بوخارست]] في عهد [[سليم الثالث]]، وأخذت الفرق العسكرية العثمانية المعروفة باسم [[إنكشارية|الإنكشارية]] تتحول من أداة قوّة الدولة إلى أداة ضعفها فخلعت عددًا من السلاطين و[[صدر أعظم|الصدور العظام]] وقتلت البعض الآخر أمثال [[إبراهيم الأول]]، كما أن الثورة الصناعيّة في أوروبا والاكتشافات الحديثة التي مكنت الغرب من تطوير نظام جديد للحياة بقي بعيدًا عن الدولة العثمانيّة، التي مكثت نظامًا زراعيًا وإقطاعيًا على هامش التطور الحاصل في الغرب. حتى المناطق التي دانت بيُسر للدولة أمثال [[سوريا العثمانية]] أخذت تنتفض وتحاول الاستقلال؛ تُعرف هذه المرحلة في التاريخ العثماني باسم "مرحلة الجمود" وتستمر إلى [[القرن التاسع عشر]] حين أخذ السلاطين يسعون لنقل التحديث الأوروبي بحذافيره إلى البلاد، فأدخل الزيّ الغربي والمدارس الأوروبية وألغيت [[إنكشارية|الإنكشارية]] واستبدلت بفرق نظاميّة في عهد [[محمود الثاني]]، وتابع خليفته [[عبد المجيد الأول]] الإصلاح الذي عُرف باسم "فترة التنظيمات" وفيها أخذت المحاكم التجارية والمدونات القانونيّة بالظهور فضلاً عن المساواة بين المواطنين، وهو ما استمرّ في عهد خليفته [[عبد العزيز الأول]]؛ مكث تحقيق الإصلاحات بشكل جديّ صعبًا، وتوالت هزائم الدولة وانسلاخ الأقاليم عنها على سبيل المثال انسلخت [[الجزائر]] عام [[1830]] بعد احتلالها من قبل فرنسا؛ وربما فإن تدهور وضع الدولة المالي هو العامل الأساس في ذلك، مع الامتيازات التجاريّة الأوروبية وانخفاض قيمة النقد العثماني حتى اضطرت إلى إعلان إفلاسها مرّتين. حاول [[عبد الحميد الثاني]] الذي وصل إلى العرش عام [[1878]]، إيقاف العمل بالإصلاحات التي توّجت بإعلان الدستور العثماني وافتتاح البرلمان، ما عرّضه لنقمة المُصحلين.



فشل عبد الحميد الثاني في السيطرة على الدولة، وأصبح [[جمعية الاتحاد والترقي|الاتحاديون]] حكام البلاد الفعليين، فعمدوا على تكريس القومية التركيّة في البلاد وعمدوا إلى تعميم الهويّة التركيّة في البلاد المجاورة. خلال [[الحرب العالمية الأولى]]، كانت الدولة جزءًا من [[دول المحور]] التي أصيبت بالهزيمة واضطرت إلى إخلاء جميع أراضيها الغير تركيّة مع [[هدنة مودروس]] عام [[1918]]. تتهم الدولة العثمانية أيضًا خلال الحرب العالمية الأولى بارتكاب مجازر [[مجازر سيفو|بحق الآشوريين]] و[[مجازر الأرمن|بحق الأرمن]].



=== الجمهورية التركية ===

[[ملف:MustafaKemalAtaturk.jpg||يسار|250بك|thumb|[[مصطفى كمال أتاتورك]]، مؤسس وأول رئيس لجمهورية تركيا.]]



كانت تركيا مركزًا للحكم [[الإمبراطورية العثمانية|العثماني]] حتى عام [[1922]]. وفي سنة [[1922]]، تم خلع آخر السلاطين [[محمد السادس العثماني|محمد السادس]]، وألغى [[مصطفى كمال أتاتورك]] [[خلافة إسلامية|الخلافة]] نهائيًا في العام [[1924]]، بعد أن ألغي السلطنة في العام [[1922]].<ref>Lord Kinross, ''The Ottoman Centuries'' (Morrow Quill Publishers: New York, 1977) p. 16.</ref> وشهدت تركيا بعد [[الحرب العالمية الأولى]] حركة قومية قادها [[مصطفى كمال أتاتورك]] والتي تعني ''"أبو الأتراك"''، وأعلن تركيا الجمهورية فتولى رئاستها عام [[1923]]، حتى وفاته عام [[1938]]، وقد تمكن من إحلال نظام [[علماني]] في البلاد، وأرسى أيضًا عددًا من العادات الغربيّة إلحاقًا للبلاد بأوروبا ومنها واستبدل الكتابة [[أبجدية عربية|بالأحرف العربية]] إلى [[لغة لاتينية|اللاتينية]].<ref>Webster, ''The Turkey of Atatürk: social process in the Turkish reformation''</ref>



بقيت تركيا محايدة خلال معظم الحرب العالمية الثانية ولكنها دخلت إلى جانب [[قوات الحلفاء (الحرب العالمية الثانية)|الحلفاء]] في [[23 فبراير]] [[1945]] كبادرة حسن نية وأصبحت في عام [[1945]] عضوًا في [[الأمم المتحدة]].<ref name="Turkey_UN">{{cite web|url=http://ift.tt/1wRIPE8 in United Nations membership (1945–2005)|publisher=United Nations|accessdate=2006-10-30|date=2006-07-03}}</ref> كانت تركيا تواجه صعوبات مع اليونان في قمع المد الشيوعي، وبعد الحرب برزت مطالب [[الاتحاد السوفياتي]] بقواعد عسكرية في المضائق التركية، ما دفع [[الولايات المتحدة]] إلى إعلان [[مبدأ ترومان]] في عام [[1947]]، الوارد في عقيدة النوايا الأميركية لضمان أمن تركيا و[[اليونان]]، وأسفر عن تدخل للجيش الأمريكي واسع النطاق، ودعم اقتصادي.<ref>[http://ift.tt/1vQt35c تركيا]</ref>



انتهى حكم الحزب الواحد في عام [[1945]]، وتبع ذلك الانتقال إلى الديموقراطية التعددية التي بقيت حاضرة بقوة على مدى عدة عقود، إلا أنها تعطلت من جراء الانقلابات العسكرية في أعوام [[1960]]، و[[1971]]، و[[1980]] و[[1997]].<ref>Hale, William Mathew (1994). Turkish Politics and the Military. Routledge, UK. ISBN 0-415-02455-2.</ref> خلف أتاتورك في الحكم [[عصمت إينونو]] حتى عام [[1950]]، وسيطر الحكم المدني على البلاد حتى عام [[1973]]. بعد مشاركة تركيا في قوات الأمم المتحدة في [[الحرب الكورية]]، انضمت ل[[حلف شمال الأطلسي]] في عام [[1952]]، وأصبحت حصنًا منيعًا ضد التوسع السوفياتي في [[البحر المتوسط]].



غزت تركيا [[قبرص]] في [[20 يوليو]] عام [[1974]] وحتى [[أغسطس|شهر أغسطس]] من نفس العام، ردًا على دعم المجلس العسكري [[اليونان|اليوناني]] [[انقلاب|للانقلاب]] على نظام الحكم في [[قبرص]]. وقد انتهت العملية العسكرية بانتصار القوات التركية، بعد إنزال تركيا لجنودها في الجزء الشمالي من [[جزيرة قبرص]] في بداية الحرب يوم [[20 يوليو]] [[1974]]، وسقوط المجلس العسكري اليوناني في [[أثينا]] بعدها بتسعة سنوات تم تأسيس جمهورية [[قبرص الشمالية]] التي لا تعترف بها أي دولة في العالم سوى تركيا.<ref>[http://ift.tt/1wRIPUo قبرص الشمالية]، بي بي سي، 16 يناير 2012.</ref> عاد حكم العسكر بعد عام [[1973]] فأدى ذلك إلى وضع غير مستقر. واندلعت أعمال العنف عام [[1980]]، ألحقه عام [[1984]]، بتمرد [[حزب العمال الكردستاني]] المسلح ضد الحكومة التركية؛ أودى الصراع بحياة أكثر من 40ألف شخص ولا يزال إلى اليوم حيث تعاني الحكومة التركية من معارضة [[الأكراد]] و[[الأرمن]]. حيث أن [[الأكراد]] يمثلون بين 20-25 مليون نسمة، وفي عام [[1991]]، سمح الرئيس التركي أوزال بلجوء [[الأكراد]] إلى الأراضي التركية إثر ثورتهم في [[العراق]] وفي عام [[1993]]، أصبحت تسلنو تشير أول رئيسة للوزراء في تركيا.<ref>{{Cite news|url=http://ift.tt/1vQt49r's PKK peace plan delayed|work=BBC|accessdate=2010-02-06|date=2009-11-10}}</ref> منذ تحرير الاقتصاد التركي خلال الثمانينات، تمتعت البلاد بنمو اقتصادي قوي ومزيد من الاستقرار السياسي.<ref>http://ift.tt/1wRIS2G;

==مراجع==

{{مراجع2}}



{{تصنيف كومنز|Ottoman Empire}}



{{تنظيم الإمبراطورية العثمانية}}

{{إسلام 2}}

{{موضوعات عن تاريخ تركيا}}

{{شريط بوابات|إسلام|الدولة العثمانية|تاريخ إسلامي|تاريخ الشرق الأوسط}}

[[تصنيف:تاريخ تركيا|*]]

[[تصنيف:الدولة العثمانية|*]]





sourceويكيبيديا - أحدث التغييرات [ar] http://ift.tt/1wRIS2K

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق